عاجل

حكاية سارة قصة قصيرة لـ عمرو عبد الفتاح

كنت قاعد في مكتبي في الجامعة، دخلت عليا الأستاذة سارة، زميلة في شئون الطالب في الكلية، وطلبت تاخد رأيي في مشكلة عائلية، كنت مستغرب جدا لان الكلام بينا كان دايما في حدود الشغل، ومفيش اي صداقة بتجمعنا، طلبت منها تستني دقيقة لحد ما اخلص الشغل اللي في أيدي، وبعد خمس دقايق ناديت عليها..

(خالد) : اتفضلي يا استاذة سارة انا خلصت

(سارة) بتسرع وانفعال غريب: يا دكتور خالد، انا عندي مشكلة كبيرة جدا مع جوزي، عندنا اوضة في البيت مليانه كراكيب، محتاجه انقلها، وكل ما اطلب من جوزي يقولي بعدين..!!

فكرت للحظه.. طيب ايه علاقتي بالموضوع ده، انا دكتور علم نفس ايه علاقتي بالاوضة والكراكيب، بس قولت اسمع ممكن اقدر اساعدها..

(خالد) : طيب اهدي يا استاذة سارة، وفهميني الموضوع بهدوء عشان اقدر اساعدك

(سارة) : حاضر، السبت اللي فات كان جوزي اجازة، واظن ان دي انسب فرصة اننا كنا ننضف

الأوضة من الكراكيب اللي فيها

(خالد) :….

(سارة) : تخيل يا دكتور جوزي يفضل طول اليوم قاعد علي اللاب توب.. !!

(خالد) : وطيب وانتي كان رد فعلك ايه

(سارة) : روحت قعدت جنبه، وقولتله “احمد انا بجد مش فاهمه النهاردة انسب يوم نروق فيه الأوضة، وانت طول النهار قاعد علي الالب توب”

(خالد) بهدوء : طيب وبعد ما عملتي كده استجاب لكلامك

(سارة) : لا!!.. ومش عارفة اعمل ايه

(خالد) : هسالك سؤال، انتي عندك مشكلة ان جوزك يفضل طول اليوم قاعد علي اللاب توب؟

(سارة) : لا بس انا عايزة الأوضة تتنضف

(خالد) بابتسامه خفيفه : طيب انتي متأكدة ان جوزك عارف انك بتعملي كل ده عشان تنضفي الأوضة من الكراكيب

(سارة) بتردد : ايوه، بص يا دكتور انا بقالي شهور بتحايل عليه، اكيد هو عارف

(خالد) : طيب سؤال اخير، جوزك مش بيساعدك في اي حاجه في البيت ؟

(سارة) : لا بيساعدني، بياخد باله من الأولاد لما اكون في المطبخ او اتأخر في الشغل، بياخد الزباله وهو نازل دايما، وساعات بيساعدني في شغل البيت

(خالد) : بصي يا استاذة سارة، هقولك علي حاجتين لازم تنفذيهم، اول حاجه حاولي متجيبيش سيرة الأوضة تاني قدام جوزك

قاطعتني (سارة) بانفعال : وده هيفيدني بايه يا دكتور !!؟

(عمرو) بنظره استغراب :…..

(سارة) : انا اسفة بس انا مش شايفه ده حل

(خالد) : انتي قولتي انه عارف كويس انك عايزة تنضفي الأوضة من الكراكيب اللي فيها، مفيش داعي كل شويه تقوليله

(سارة) :…

(خالد) : تاني حاجه لازم تعمليها، انك تحسسيه انك مقدرة تعبه والمجهود اللي بيعمله، مثلا لو خد شنطة الزباله وهو نازل اشكريه، لو خلي الأولاد معاه عشان تقدري تخلصي شغلك اشكريه، لازم تحسسيه انه بيتعب وبيساعدك، مش انه بيعمل فرض وواجب

(سارة) باستغراب شديد : انا بصراحه مش عارفه ده ممكن يساعدني ازاي بس هحاول

(خالد) : انتي طلبتي نصيحتي وانا نصحتك

(سارة) : تمام يا دكتور شكرا جدا لحضرتك

مشيت سارة وهي مش مقتنعه بكلامي، كنت متأكد من ده من نظراتها ليا وهي ماشيه

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

بعد اسبوعين..

سارة دخلت عليا وهي مبسوطة جدا والفرحة باينه عليها، القيتها فجاه وبصوت عالي..

(سارة) : انا مش مصدقة نفسي، الطريقة نجحت، انا مكنتش متوقعة كده، انا فهمت قصدك يا دكتور، الهدف من الحب مش اننا ناخد كل حاجه عايزينها، الحب اننا نعمل الحاجه عشان نرضي

الشخص اللي بنحبه، بس انا حاسه ان الكلام الحلو اللي كنت بقوله هو اللي خلاه يعمل اللي

طلبته منه، انا حاسه اني كده بخدعه

(خالد) : الكلام الحلو عمره ما كان وسيله للخداع، الكلام الحلو وسيله لتشجيع الشخص وتحفيظه عشان يُقبل علي الشئ بحب، وده بيكون افضل بكتير من الكلام الكتير اللي بيهدم العالقات ويخلي الشخص يعاند ويكابر اكتر… فهمتيني يا استاذة سارة

(سارة) : فهمت حضرتك يا دكتور , شكرا جدا

عمرو عبد الفتاح

كاتب وصحفي رياضي مصري، مهتم بتغطية اخبار كرة القدم في الدوريات الخمس الكبرى وابرزهم الدوري الانجليزي والدوري الاسباني، بدأ العمل الصحفي في عام 2019، عمل في العديد من الجرائد والمواقع الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى